(2)
إلا مَنْ . . . تَأَبَّى
****************************
... وأقرَّتْ حِمَمُ سِنِّي الإيلام,
مِن الحَدِّ الشَرْقيِّ مِن المَاء...
... إلى أَقْصَى حَدٍّ في غَرْبِ الأَنواءِ... الأَهْوَاءْ...
ومِنْ أَيَّامٍ كَانَتْ تُسْرِجُ شَمْسَ الإصْبَاحِ,
إلى زَمَنّ يَتَخَفَّى بِمَلاَءَاتِ الإظْلام..
: أَنَّ كَتَائِبَ عِزّ الدِّين القَسَّامْ...
هي اليقْظَى..
وبأن المُنْشَقِّين مَنِ النَّاسِ عن الناس... نيام...!
نَاشِدْ مَنْ شِئْتَ...
ونَفِّرْ...
أو فَاسْتَنْفِرْ مَنْ شِئْتَ
فَلَنْ يَأْتلِفَ الخَلْقُ...,
وَلَنْ يَشْتَعِل البَرْدُ بِمَاءِ إدَام..
اللَّغْمُ الأَغرُودَةُ...
يَعْزفهُ الجَسَدُ المُتَفَجِّرُ بِشَظَايَا
حُلْم البَلَدِ العَاتِب...
والشَلْوِ الطِفْلِي اللَّوَّامْ...
. فيخْتَرِقُ صُراخُ الثَّكْلاَوات شَبِابِيكَ سَماواتٍ,
حَتَّى أَبْوابِ العَرْشِ:
نَفْتَرِطُ الرُّضَّعَ عِنْدَك يا اللَّه
ونَحْتَسِبُ الأَبْناء الشِّيب...
وَنَشْكُو قَسْوَةَ مَلِكَ المَوتِ
لِهذَا التَّذبِيح المُتَحيَّزِ...
والْعَامْ...!
وَنَسْتَغْفِرُ جَاهَكَ عَنْ جُرْأَة ذلَّتِنا...
في كُلِّ سُجودٍ وَرُكُوعٍ قَوَّامْ...
... نَحَارُ...
فَنَسْتَفْسِر عَنْ سِرِّ الصَّمْتِ الأَخَوي,
الرَّائِيَ خَجَلَ القُدْسِ...,
السَّامِعِ حَشْرَجَة...
الأَقْصَى,
مِنْ هَضْبَةِ
جُولانُ الشَّامْ...
* * *
اللَّغَمُ الأَغْرُودَةُ يَعْزِفُ
: يَا هذا السَّاكِن فِعْلاً دَنِساً
يَآ جَارَ دَمِيِ
يا ابْنُ امْرَأَةٍ هيَ أُمِّي
وابْنَ أَبِي لاشَكْ...!
كَيْفَ قَوَيْتَ عَلى الإغْضَاءِ,
وَكيفَ قَدِرْتَ تُقِيم... بِغَيرِ مُقَامْ!
صَدِّقْني...,
وانْتَزِع الغَفْوَةَ...
صَدِّقْنِي...,
لا فَارِقَ بَيْنَ المَحْكُومِينَ المُؤْتَفِكينَ...
وَبينَ الأَفَّاكِين مِنَ الحُكَّامْ...
(جَزَتْنَا عَنْهُمُ كُبراء أخوَّةَ إسْمَاعِيل... جوازي -)
هُمْ بَعضٌ يَتَوَالدُ عَنْ بَعضْ...
هُمْ غَضٌّ أَمْعَنَ فِى الغَّضْ...
فَهَدْهِد غَلْوَاءَكَ,
والْجم نُطْقَكَ - لو رُمْتَ حياةً مُغْضِيةُ - بِلِجَامْ...
واعْلَمْ...
أَنَّ سَلامَكَ كَلِجَامٍ... ولِجَامَكَ كَسلامْ...
واذْكُرْ في سِرِّك...
أو فاكْتُمْ في جَهْرِكَ
أن الأَيِّمَ لَنْ تُتْقِنَ تَرْبيةَ الأيتام...!
* * *
كُلٌّ وتَسَاوى في حَدَقِ النُّظَّارْ...
تَشَابَه عِنْدَ بَصِيراتِ النَّظارِينَ...
بِأَي وَراءٍ... وبِأَي أَمَامْ...
* * *
أَطَالَ اللَّهُ بأَعْمَارِ القَتْلَى بَيْنَ كَتَائِبِ عزِّ الدِّين القََسَّامْ...,
فَهي اليَقْظَى...
وجَحَافل مَنْ نَسْلِك يا إسْماعيل تُحِبُّ مَراقِدَها,
حُباً جَمَّاً... لِتَنَامْ...
* * *
يا ذَاكِ الرَّابضُ في الصَّحْراء...
يا أَوْحَدَ في شَأْنِك...
يا سَيّد فِرْسَان مَلاحِمِنا...
لا سُحُبَ تُظِلَّكَ... من قَيظِكَ...
إلا سُحُبٌ مِنْ قَيظٍ...
يا ابْن إمَامٍ... وإمَامْ
لا مَاءَ لِظَمَئِك يَاعَبْداللّه
ولا كِسْرَةَ وَهْمٍ تُسْكِتُ مَخْمَصَتِكَ,
... مُرْ يا ابن علي
أَنْ يَحْزَن في عينكَ...,
أَو يَنْفطِرَ أَمَامَك جُدُّك صلَّى اللّه عليه وسلم
مُرٌّ...
أن تَشْهَدَ عَنْ قُرْبٍ
كَسْرَةَ هَامِ الإسْلام...!!
* * *
صَبَرْتَ
تَمَادَيْتَ بِصَبْرِِكَ
حَتَّى أَفْلَحَتْ إذِ اسْتُشْهِدْت... فَفُزْتَ
.. فَعِشْتَ إلى مَا بَعْدْ الآن...
وأَخوكَ بأَلَمِكَ
... في مَنْفاه...
قُرْبَ سكينة (جينين)...
... حيثُ النَّزْع القومي المُتَمَسكِن...
والمِسْكين...
أَخوك بِأَلمِكَ...
في مُنْفَاه...
حِينَ تُنَاقِص مُدَدُه...
وتَبَدَّدَ عَدَدُهْ...
وانْصَرَف الشدَّادونَ لِعَضُدِهْ...
اخْلَفَ فِينا وَعْدَهْ...
قَوَّضَ عَهْدَهْ...
وتَوَارَي كِسواهُ....
وأَغْفَى بِسلاَم...
* * *
: لَيتَكَ كُنتَ أَبيَتْ
أو حَتَّى كُنْتَ تَأَبَّيْت...
وأَرْجَأْتَ وَمَا قَايضْتْ
لأَتمَّمْتَ مَسَارَ العَلَقاتِ
بِجُدْرانِ الأَرْحَامْ...!
********************
(3)
المجذوب
********************
تعالى الله المتعال..!
، من أنشأ لك - يا بيرق أفواج المجذوبين -
منال..
، والجاعل فتنتها بالمثقال الأمثل، والمضرب
للأمثال..
، ولم ينقش في خوخة خد من خديها خالا
.. فهي،
بلا خال أحلى من لو كان لها الخال..
، وتشرق في طلعة بسمتها شفتان..
بدفئهما لهبة شهد ورود البستان
، ولها الخصر الوتر..
، خصر ليس يشبه بجميع خصور
كواعب مصر..
، يتوسط نغمة غصن ..، أو هو نغمة
وصل يعزفها،
غصنان
.. الأعلى مغدق..
، والأدنى أكثر إغداقا وأبر..
تعالى.. الله.. المتعال..
، عن أسعدنا بالحيرة..
، من أرهقنا بالحيرة..
، من أبقانا.. كيما يرهقنا إسعادا
يسعدنا إرهاقا..
فيلذ لنا.. في وجع المجذوبين التجوال..
، سيدكم يا أهل الجذبة في ولهي - قسما
بالوجد - أنا.. بيرقكم.. والشاهدة..
منال ..!!
،.. بينا أتخلق في فرحة وقتي..
رهط العشاق.. تغامز بي ..
ضحكوا ضحكا بكاء..
غالوا.. حتى فتروا..
سقطوا.. فاستلقوا
صاحوا..
يا درويش أفق!!
،... فرت من بين شرايين هواك "منال.."
من هيأت لها ذاتك.. وتهيأت..
وجهرت بأن حلت بك.. وبها أنت حللت
، أفق يا درويش..!!
.. فتش فيك لتلقاك ..!
فلست الدرويش المهجور الأوحد
يا مجذوب ولست الأوحد،
.. في الهجر..
وما.. كل مقام بالعشق "..منال"!!
********************
(4)
عيد ميلاد طفل
********************
آهِ يا ضوءَ العينْ
(إن كان عليْ..)
أو..
لو أمري بيدي..
لوضعتُ الآن بحجركَ أزهارَ
الكونِ جميعا،
ونشرتُ حواليكَ الوردَ..
وأجلستُكَ فوق سريرِ
العطرْ..!
لكني..
لا أقوى أن أقطف زهره..!
وأراني أخجل أن أقطف زهره..!
.. أو أملك ثمنَ الوردِ المقطوف..
فأسلبهُ
العطرْ!!
فاغفرْ لي.. يا ضوءَ العينْ..
****
(إن كان عليْ..)
لركبتُ حصانَ الريحْ..
وركضتُ به حتى عرشِ الشمس الأبهى،
ودنوتُ وحيداً فاستأذنتُ جلالَ
مفاتنها أنْ
تمنحَ بعضَ شعيراتٍ من طُرّتها،
المسدولةِ فوق جبينِ الريحِ..
فأجعلَها أوتارَ كمانٍ.. وأغنّي..
وأغنّي لكْ!
لكنّي..
أخشى ألا تستطرف أغنيتي
أو يؤلمكَ العزفُ المحزونْ..
فاغفرْ لي.. يا ضوءَ العينْ!
****
(إن كان عليْ..)
أهديتُكَ من لعب الأطفالِ جميعا
وشموعِ الأطفالِ.. ثيابِ الأطفالِ
وفاكهةِ الوقتِ،
وحلوى..
لكني.. وا أسفاهْ!
لم أدرس في جامعة الشهرِة فنَّ
السطوِ الحاذقِ،
أجهل ما كتبوا عن علم
الاستجداءْ.. !
وقفتُ أمامَ اللعبةِ..
عيناكَ بريقُهما في عينيْ،
والرغبةُ من كفّيكَ تسيل برعشة
كفّيْ،
وقفتُ.. وقفتُ.. فلم أقدرْ..
ومشيتْ !!
الشارع أسلم خطوي للميدان..
لفاكهةِ
الوقتِ.. لأصناف الحلوى،
لثيابِ الأطفالْ..
عند الأثواب.. تضاءل جسمي ثم
تضاءل.. حتى
أحسستُ،
بأني.. أنتْ..
حجمي حجمكْ!
الطولُ.. هو الطولْ!
واللونُ.. اللونْ !
فلبستُ اللائقَ بكْ..
كم كنتُ أنيقاً! كنت وسيما!
آهٍ.. لم أقدرْ،
جاهدتُ اللحظاتِ.. مشيتْ
قَطَر الدمعُ من العينينِ،
وقطر الحزنُ على خدّ القلب..!
كاد البردُ الجوعان يُجمّدني..
فتّشتُ جيوبي
ابتعتُ بما فيها كسرةَ خبزٍ..
فاغفرْ لي.. يا ضوءَ العينْ !
****
(إن كان عليْ..)
لبحثتُ بكل قوائمِ مطبوعاتِ
الأطفالْ
واخترتُ لأجلكَ كلَّ حكاياتِ
الشُّطّارْ..
وأعاجيبَ عن الأشجار المغسولةِ
بأغاريد الأطيارْ..
وعن القمر الصدّاح على هضبات
البحرْ..
عن قصر من صدف ومحارْ..
وعن الصحراء.. الخضراءْ..
وعن المطر السيّال بسَنةٍ شهباءْ..
وعن الحقّ المشنوق بحبل
الخوف المتدلّي من عنقِ
الأعذارْ
وعن العدل العاشق للدُّلْجه..
وعن الفجر النعسان بريش الديك
وجفن الظلماءْ
وعن الأرض المسكونة بالغرباءْ..
وعن الرجل الأعمى والأخرس
والرجل الببْغاءْ..
وعن الناس الأصفارِ.. عن الناس
الكَمَله..
عن أشياءَ.. وأشياءْ
لكنْ.. واحزناهْ!
كم أخشى إن أرسلتُ إليكَ بها..
ألا تلقاها
فالحَيْن على جُرف النارْ..!
من يدري..؟
قد يصدر منشور دَوْليٌّ
يلغي كتبَ الأطفالِ
وتُحجَب عنكْ!
فاغفرْ لي.. يا ضوءَ العينْ.
****
(إن كان عليْ..)
لصحوتُ على نقر الحُلمْ
سابقتُ سهامَ الرؤيةِ وجناحَ الصوتِ..
عبرتُ سهولاً.. دستُ جبالاً ثم أتيتُ إليكْ،
ضممتُكَ حتى تشبعَ أضلاعُ اللهفه..
وأخذتُكَ في نزهه..
نعدو.. نتوقّف.. نلهو.. نضحك
من باحاتِ
القلبِ..،
وحين يداهمنا الليلْ
للبيت نعودْ..
نتسامر.. حتى ينفرطَ الليلْ..
آهٍ..
(إن كان عليْ..)
ما فتُّكَ رفّةَ عِرْقْ
لكنْ
في يوم ما سأعودْ..
وأقصّ عليكَ حكاياتِ الغرباءِ..
وتعذرني.
****
دام الحلمُ المتورّد في حلمكَ
دامت في شفتيكَ البسماتُ..،
وأورق غصنكَ..
وكبرتَ..
كبرتَ..
كبرتْ.
****
في يوم ما سأعودْ
في يوم ما سأعودْ..
فاغفرْ لي.. يا ضوءَ العينْ
*********************************