عن بالكم غبنا وما غبتم وما زالت منازلكم
تبدلتم فمازلنا كما كنا وأنتم لا كما كنت
وحين تكونُ الأشارةْ مِن لَحْظ مَنْ علَّموُك الهوى يا شَتيتُ فَجمّعْ نَثارَ هواك..، وحين تكُونُ التَّكَاليف مِن حال مَنْ زقَّقوك الهوى.. لا عَلَيكَ إذا أنْتَ لَبَّيتَ يا مصطفى مِن جميع الجُموع..، وحين تكون الارادات يا فاقد الشَّيِءِ فوقيَّةً، سُكِبت مِنْ دَلالَ مَهاً.. أو عيون ظُبَيَّة.. أو مِنْ تأوُّد ريمٍ خليَّ.. فنافحْ سَموُمَ التلكوِّءِ إنْ فيكَ شبَّت فزمَّت.. أطعْ يا مُغنى.. تقرَّب.. وكُنْ؛ لا يريد سوى ما أرادوا.. تهيَّا وداداً.. أجب وامَتثِلْ بانكسار المُريدين طوعاً.. ..، .. هو العز -لا ريب- فاغْنَمْ..، وإن رُمْت فيضاً.. فَخُضْ في شهود المَذَلاَّت ما ظَلْ غُمْرُك..، غُصْ.. ذُبْ.. واتَّحدْ قَطْرةُ طي موج..، حُبَيبَة رَمْل بشَطٍّ..، ودُمْ مذعِناً لَنْ تؤَاخَذَ.. كُنْ خاشعاً كَثَرى سَتُغاثُ..، انطرحْ لن تَضار.. فساعَتُها أنت.. لا أنتَ.. أو؛ قل: أنتَ.. أنتَ..، .. حقيقة عين القُبول.. تجوْهرتَ بين أتون الرِّضاَ والتَّمِنيَّ لِمَا عِشْتَ تصبو إليه..، أَطَعْتَ فيَّمْمتَ شَطْرَ بريق صفاك..، قَبلتَ ارتضيتَ..، قُبلتَ أُرْتُضِيتَ، فأعلنتَ فيكَ الأياب إلى نَبْعِكَ الطَّفْلِ.. ثُمَّ زِمامَ فؤادِك أسْلَمتَ دون التَّحَرُّز مِنْ مهلكات بِدَربك.. دون تَرَقُب رىٍّ بغاية قصدك..، كل المهالك وَجَدُكَ.. مهد خُطاك المُحَبَّب.. ياذا الذي نُطْقُ «لا» لم يَغَبْ عن ردودٍ مُسمَّرَةٍ في ملامحه اللاتهادن إن سِيمَ ضيماً.. ويا أجْمَح الرَّافضين وجُلْمُدهم لو يُحاق.. مريئاً دخولك حَضْرةَ من رَبَّبَتْهُمْ دماك الرَّحِيق، شجون شجاك..، مريئاً.. مريئاً.. مريئاً..، .. .. .. ..، .. ولكنْ إذا ما تَحرَّد عَنْكَ الذي صاغ وردة قَلْبِكَ مِثْلي.. أودَتْ بِلُبّكَ عَبْلُ بنيَّة عَمِّكَ مثلي.. تداويت بالدَّاء مثلي..، فأنت الذي قد خبرت البوادي.. وأنت الذي قد خَسِرتَ الفيافي.. وأنت الذي قد خَسِرت الشُّمُوخَ.. وأنت الذي قد خَسِرتْ التَّدَنيِّ..، لكَ الويلُ حين تُطِيعُ.. فَتُعْصَى..، وتَلْقى.. فَتُقْلى، تَروُم.. فُتْرمى، تَفي.. فخُّان..، فَلا أنتَ تُكسى.. ولا أنْتَ تعْرى.. فقدتَ أُنْتُبِذْتَ..، لكَ الويلُ يا مَنْ تعَلقْتَ عَبْلَك مِثْلي.. سترميك من غمزة القوس بالنبْل حتى إذا أيقنت أنه قد تَمَكَّن وَلَّت شعاعاً تَقُص لجاراتها كيدها بزدهاء لمن كبَّلتهُ..، وهَاكُم عُبَيلُ.. وهاكُم أنا.. فانظروا أيُّنا يَسْتَحِقُّ التَّأسِّي.. مُكادٍ له.. أم مُكيد..، عبيل الرجاء.. والندى.. والقذى.. فانظروا.. وانظروا عن كثَبْ.
٭ ٭ ٭ ٭
مَهْرُ عَبْلِ التَّغَرُّبُ والكد
مَهْرُ عَبلِ.. النَّصَبْ
غِب..
زودتني بأدمعها المُسْتَحِثّة، فاشْتَغَبَ البَرقُ فيَّ.. ..
تفيأتُ سيفي وأسرجت عمري..، اقتفيت الرياح المجاهيل.. ..
وبنفسي تدثرت بالصهد..،
رُحت..!!
أُشال.. أُحَطُّ .. أُجَارُ.. أُجير.. أعف وأبطُش
وكان الذي لم أرده.. وكان الذي آنس الاغتراب
وها أنذا..، جزت هول المفازات؛
جئت بالنوق من كل حدب.. ..
حُمْرها البيض.. سودها الخُضر .. زرْقها الصُّفرْ
يا.. كَمْ تَكَبَّدْتُ قولاً وَقَلْباً..
سقتها في بلادٍ تَرى الله عِشْقا،
لبلادٍ تَرى الله قَتْلا..، لبلادٍ لا ترى الله قَطْعا..،
ها هي النوق ذي.. .. بعبعات تسُد انفراج المدى
عصافيرها ما راودتها الجمّالُ،
.. وما سُحِبَتْ بالرَّسَنْ .. حَمَّلْتها بالبَخُور.. بالعشب.. بالملح
.. بالماء.. حتى شكت من كَكَلْ..
ناجيتها بالحداء.. ولا طفتها بالبكاء..،
.. وكان إذا الليل أرخى السُّدولَ، أُجَمَّعُها حول نار.. دمي..
آهِ.. أذكي تأججها بالحكايا..،
لكي لا تَمَلْ .. أُمَلِّسُ أوبارها..،
بَكْرةً.. بَكْرَة.. ثم أعقلها بحبال التودد واللّين،
نَذُهَبُ في سَكْرةٍ للكرى.. لِسَنَامِ الصَّبَاح
لبلادٍ..،
تُعِدُّ قرابينها للإله الذي امتهنته
النبوءات دهراً إلى أن تخلىَّ،
ولكنها ترتجي لو يعود يخفِّفُ عَنها الكُرَبْ
نفيق على غاقِقات الرَّخَمْ
نُجَرِّرُ جرُ ما ظل فينا مِنْ العَزْم،
نَرْكَبُ أوجَاعنا مِنْ بدايةْ هي النُّوق.. والملح.. والبيد.. والقَرُّ.. والصبر
حُلْم بشهقة ليمون صدرك .. حُلْم ببسمة عينيك عَبْلُ..،
يُنسِّمُ شأو المخافة..، يكْسِر جذع الوَجَلْ
كيفك بنت اشتياقي.. ..! وما حال خُطَّابك الآن
مَنْ أغرقوا رَيْعكم بالهدايا.. وأي صداق تشرَّط.. مالك.. عمي..!
وأي حديث تنقَّلْ بالحيَّ عنك.. وعني..!
كيف تحايلتِ حتى.. يطولَ التساوم فيك،
وحتى يغيب افتقادك ليْ..،
الظنون التي خَرَّمت مهجتي بامتداد الرّحيل، تُكَرِّهني في الأباب
الظنون التي جَلَّلَتني خرابْ..
الظنونُ.. الظنُّونُ.. الظنُّونْ..!
٭ ٭ ٭ ٭
خُطِفت مراراً عُبَيلُ..
شَربَتَ وَجْهَكِ الرَّغد.. عين وقوم عيون
تشهَّاك.. حتى الذي لا يُجيد امتشاق الذكورةْ
تسحَّب تحت خمارك،
سُرَّاق رَشْفَاتِنا دون خوف
يا شرنقات البكارة..،
كل الشكوك نَعَت سِحْر عَبْل
تَعَرَّتْ.. لذا.. أو.. تراخَتْ.. لذا.. أو.. عانقت كفَّها.. كفُّ.. ذا
أو.. أحَسَّت بلسعة ثغر.. لذاك..،
الأليفة.. يا أجمح الرَّافضين المسافر.. لا..، لم تَعُدْ لكَ
عُدْ.. حَيثُ كُنْت..
.. فتى العاشقين.. أجَلْ.. أنت، فتى الصادقين..،
فكيف تقابلها والظنون المريضة لنَّتْ يقينك..!
هَبْ.. أنها لم تَخُنْك..
هب... إنها تاجرت بارتحالك
سيان..، لا خيمة بالمرابع تحنو عليك..، فتمتص هَمَّكْ.. ..!
عُد.. فالديار التي امتدحتك تذُمُك..
عُد.. وانحر النوق..
غِب..
ربما في بلاد سواها تجد منزلك، أو تجد مأربك.. ..!
غِب .. تشَذُر..
وداعاً بلاد الأحبة يا من بقلبي تَظَل،
وإن أمْعَنَتْ في التنائي
وداعاً بلاد هواي.. وسيفي
وداعاً عُبَيلُ..!!
إقْبَلي قبلي.. واقبلي غُضبي.. واقْبلي أسفي..